وزيرة الاغتراب الفرنسي: الاستثمارات الفرنسية في الشرق الأوسط تتعدى الـ 37,2 مليار يورو
بعد جولة إقليمية شملت السعودية، الأردن ولبنان، التقت "الاقتصاد والأعمال" في باريس الوزيرة المسؤولة عن الاغتراب الفرنسي في وزارة الخارجية الفرنسية أكدت خلالها على العلاقات المتينة التي تربط فرنسا بدول المنطقة وركزت على دور الشركات والمؤسسات الفرنسية العاملة في المنطقة في تعزيز هذه العلاقات.
قالت الوزيرة هيلين كنواي-موري: "قمت بجولة إلى كل من المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية ولبنان، التقيت خلالها بالعديد من السياسيين والاقتصاديين بالإضافة إلى أعضاء الجالية الفرنسية في هذه البلدان، وقد أثنيت خاصة على الجهود الكبيرة التي تقدمها السلطات الأردنية واللبنانية للعدد المتزايد من اللاجئين السوريين".
وعن نشاط الشركات الفرنسية في المنطقة والتحديات التي تواجهها؟ أجابت الوزيرة كنواي- موري: "إن العديد من الشركات الفرنسية قامت بتوسيع نشاطاتها في بلدان المنطقة وهناك أكثر من 3200 فرعاً لشركات تعمل على تعزيز التفوق الفرنسي في قطاعات أثبتت فيها جدارتها وخبرتها العالمية مثل: الطاقة، النقل، المياه والصرف الصحي، الصناعات الغذائية والاتصالات السلكية واللاسلكية". مشيرة إلى أن:"حجم الاستثمارات الفرنسية في منطقة الشرق الأوسط يتعدى 37,2 مليار يورو لعام 2012 وهذا الرقم يعبر عن نفسه" كما تؤكد.
وأضافت: "إن الشركات الفرنسية تعرف أن الدول العربية هي رافعة للنمو ولهذا السبب تقوم بإجراء شراكات دائمة ممهورة بعلامات الثقة، وأن هذه الشركات تكسب الكثير من المناقصات وحصص من السوق من خلال تقديمها أفضل المنتجات والخدمات".
عن الدور الذي من الممكن أن تؤديه الجاليات الفرنسية في الدول العربية؟ تقول الوزيرة: "إن مواطنينا المقيمين في المنطقة يلعبون دوراً مركزياً في تعزيز الروابط بين فرنسا وبلدان المنطقة. وفي الحالة اللبنانية تحديداً فإن فرنسا هي الشريك التجاري الرابع للبنان وهي واحدة من أوائل المستثمرين في مجال الصناعات التحويلية والخدمات. والجالية في لبنان كبيرة إذ أن هناك نحو 23 ألف فرنسي ونحو 90 مؤسسة فرنسية يعمل فيها 5 آلاف موظف".
وتتابع كونواي:" تربوياً، نُذكّر أن هناك 6 ثانويات فرنسية متعاقدة (Conventionné) مع وكالة التعليم الفرنسي الخارجي (AEFE)، بينها "الليسيه الفرنسية الكبرى لبيروت" التي تضم 3300 طالب إضافة إلى 34 مؤسسة تربوية متوأمة مع هذه الوكالة، وهناك علاقات مثمرة بين الجامعات الفرنسية واللبنانية ونحن نسعى لبناء هيكلية لحوار أكاديمي دائم بين هذه الجامعات لتشجيع التعليم العالي الفرنكوفوني".
أما بالنسبة الى الأردن فتقول الوزيرة الفرنسية: "إن الجالية الفرنسية في الأردن محدودة ويبلغ عددها 1500 مواطن فرنسي. وقد افتتحتُ الثانوية الفرنسية الحديثة في عمان الى جانب وزير التربية الأردني، إضافة إلى ذلك، أن فرنسا هي أول مستثمر أجنبي (غير عربي) في الأردن في مجالات: الاتصالات، معالجة المياه المبتذلة وتوزيع الوقود والنقل، إلى جانب ذلك نشير إلى التعاون العلمي والتقني في قطاعات حيوية كالطاقة والمياه والسياحة".
أما مع المملكة العربية السعودية، فتقول الوزيرة كنواي- موري: "أننا استطعنا إقامة علاقات سياسية متوازنة مع السعودية وخاصة في مواقفنا وتحليلنا المشترك بالنسبة إلى ملفي سوريا وإيران. أما على المستوى الاقتصادي فإن المملكة هي أكبر شريك تجاري لنا في منطقة الخليج العربي وهي الثانية في منطقة الشرق الأوسط. وهناك في المملكة 3 آلاف مواطن فرنسي وهذا العدد هو في ازدياد دائم. إن تعليم اللغة الفرنسية ينمو باضطراد وخاصة مع تكثيف شبكة "مراكز التحالف الفرنسية" في الرياض وجدة والخُبر".
وفي كلمة عن تطورات الربيع العربي قالت الوزيرة الفرنسية:" أن بداية الاحتجاجات في بعض البلدان العربية جاءت من رجال ونساء وفي طليعتهم الشباب الذين، أولاً وقبل كل شيء، كانوا شغوفين بالتغيير والحرية والعدالة، فشهدنا نتيجة لذلك تحركات عفوية في كل من تونس ومصر وليبيا. إن الشعوب العربية يجب أن تشق بنفسها الطريق نحو ديمقراطية تحترم الهويات المكونة منها هذه البلدان، أن هذا الطريق يجب أن يُعبّد من خلال الحوار الذي يؤسس إلى خلق عقد اجتماعي جديد، يقطع صلته مع المنطق الاستبدادي الذي كان قائماً مع الأنظمة السالفة، وهذا يتطلب بالضرورة احترام الأقليات".
وعن مبادرات جديدة من الحكومة الفرنسية لمساعدة اللاجئين السوريين؟ قالت:"أن فرنسا هي من الدول التي تستقبل السوريين كلاجئين وذلك من خلال إجراءات محددة من "المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية" (OFPRA). إن فرنسا تقوم بمنح السوريين تأشيرات دخول طويلة الأمد لجمع شمل العائلات، نحو 3700 سوري تم استقبالهم في العام 2012 وهذا الرقم سيتضاعف نهاية العام 2013". وختمت الوزيرة قائلة: "أن فرنسا ستستقبل في الأشهر المقبلة 500 لاجئ وأن وزارتي الخارجية و الداخلية الفرنسية تحشد طاقاتهما لتلبية نداء المفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة بتاريخ 30 أيلول عام 2013 لمساعدة اللاجئين الأكثر عرضة للخطر".
يذكر أن كونواي قد أمضت يوماً كاملاً في مخيم اللاجئين الزعتري في الأردن، التقت فيه بالعديد من المنظمات الإنسانية الفرنسية التي تقوم بمساعدة اللاجئين السوريين.